ابن الله
لكن هناك اختلاط لأن القرآن يعطي سببا لعدم تسمية يسوع ابن الله:
“مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ.” (سورة المؤمنين الآية 91)
وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ.
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. (سورة الأنعام الآيات 100 و101)
والمسيحيون لا يؤمنون أن الله كانت له صاحبة، ولا يحمل لقب “ابن الله” هذا المعنى.
رسائل بريد إلكتروني من مسلمين:
عيسى عليه السلام ليس إلها ولا ابن إله، بل هو مجرد رسول وعبد لله أرسل فقط لخراف إسرائيل الضالة.
… نحن نؤمن بعيسى على أنه رسول وليس ابن الله.
عيسى ليس ابن الإنسان ولا ابن الله.
… أؤمن بعيسى بقدر إيمانك به، باستثناء كونه ابن الله، وذلك لأني اعتقد أنه إن كان الله يحتاج لابن فهو ليس الله، خاصة عندما يحتاج لامرأة على الأرض لمولد عيسى.
في الكتاب المقدس الحق الصحيح لا يوجد ذكر لموت عيسى (عليه السلام) ولا لكونه ابن الله.
يمكنني أن أثبت لك بما لا يدع مجالا للشك عبر كتابك المقدس الذي تحمله تحت إبطك أن عيسى لم يكن إلها ولا ابن الله.
ردي المسيحي:
يؤمن المسيحيون أن يسوع ابن الله، لكن هذا لا يعني أن الله كانت له أي علاقة مع مريم، فهو لم يفعل ذلك. مصطلحا “ابن” و”أب” مستخدمة لله وليسوع للإشارة إلى علاقة الحب والشرف والقرب.
ولا يجب أن يكون صعبا عليك استيعاب كون يسوع ابن الله بما أنك تؤمن بمولده من مريم العذراء. ارجع بذاكرتك إلى قصة إبراهيم وكيف أُمر بالتضحية بابنه، “خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، إِسْحقَ الَّذِي تُحِبُّهُ، وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَقَدِّمْهُ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَهْدِيكَ إِلَيْهِ.” (التكوين 22: 2). وإذا كان بإمكاننا الجدال ما إذا كان إبراهيم قد أخذ إسحق أو إسماعيل، فإن مما لا شك فيه أن إبراهيم أحب ابنه. كان الله يظهر لإبراهيم الغرض من نظام التضحية وكيف أن الله نفسه سوف يقدم ابنه لمغفرة الخطايا، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 3: 16)
والعلاقة بين الأب والابن علاقة قرب وحب، فمن أوائل الكلمات التي أعلمها (أنا والكثير من الآباء والأمهات) لأطفالي واستمتع بسماعها منهم هي “دا، دا”. والكلمة الكتابية التي تعني “أب” (أبا) تشبه بعض الكلمات الأولى التي قد ينطقها الطفل، “أب، أب، أب… أباب… أبا”. والكثير من الأسماء في العهد القديم تبدأ بحرفي “أب” أو “والد”:
يوجد على الأقل شخصين في الكتاب المقدس اسمهما “أبيئيل” الذي يعني “أبي هو الله” أو “الله أبي” (1 صموئيل 9: 1؛ 2 صموئيل 23: 31).
يوجد على الأقل ثمانية أشخاص في الكتابات المقدسة اسمهم “أبيا” الذي يعني “أبي يهوه” أو “يهوه أبي” (1 صموئيل 8: 2؛ 1 الملوك 14: 1-18؛ 1 الأخبار 2: 24؛ 3: 10؛ 7: 8؛ 24: 10؛ 2 الأخبار 29: 1؛ نحميا 12: 4، 17؛ متى 1: 7).
هل سبق لك رؤية أب فخور بأبنائه؟ هل سبق لك ابن فخور بأبيه؟ الله الآب أكثر فرحا بابنه يسوع من أي “أب فخور” آخر:
أرسل الله الملائكة إلى العالم للاحتفال بمولد ابنه (لوقا 2: 13-14):
لوقا 2: 13-14
13 وَفَجْأَةً ظَهَرَ مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ، يُسَبِّحُونَ اللهَ قَائِلِينَ:
14 «الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ! »
وعندما تم تعميد المسيح، تحدث الآب من السماء: “هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ، الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ كُلَّ سُرُور!” (متى 3: 17).
وتحدث الله الآب من السماء في مناسبتين أخريين عن فرحته بابنه يسوع:
مرقس 9: 7
7 وَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَخَيَّمَتْ عَلَيْهِمْ، وَانْطَلَقَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ يَقُولُ: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا!»
يوحنا 12: 28
28 وَبَعْدَمَا دَخَلَ يَسُوعُ الْبَيْتَ، سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نَطْرُدَ الرُّوحَ؟»
وعلى مدار حياته الأرضية أعرب يسوع عن فرحته بأبيه:
فرح يسوع وهو فتي صغير بأن يكون في بيت أبيه (لوقا 2: 41-52)!
وأحب يسوع أبيه لدرجة أنه لم يحد ولو مرة عن إرادة أبيه أو وصاياه (يوحنا 8: 29):
يوحنا 8: 27-29
27 وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّ يَسُوعَ، بِقَوْلِهِ هَذَا، كَانَ يُشِيرُ إِلَى الآبِ.
28 لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لاَ أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي.
29 إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لأَنِّي دَوْماً أَعْمَلُ مَا يُرْضِيهِ».
وقد صلى يسوع في جثسيماني قائلا: “أبا، ياأبي، كل شيء مستطاع لديك. فأبعد عني هذه الكأس، ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت!” (مرقس 14: 36).
وآخر كلمات قالها يسوع قبل موته كانت لأبيه: “وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!» وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَسْلَمَ الرُّوحَ.” (لوقا 23: 46).
وإذا لم يسبق لك قراءة الأناجيل المسيحية (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) فأنا أدعوك لقراءتها، فسوف ترى كيف أن أبوية الله سائدة مع بنوة يسوع.
ولم يسبق أن كان هناك تعبير عن الحب في العالم أجمع أكبر من تقديم الله ابنه الحبيب للموت في سبيل المخطئين، وفقط عبر موت يسوع ابن الله يمكن أن تغفر خطايانا، ولهذا السبب قال يسوع “لِذلِكَ قُلْتُ لَكُمْ: سَتَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِأَنِّي أَنَا هُوَ، تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».” (يوحنا 8: 24).
تحياتي،
آرون