هل تحدث موسى عن الرسول محمد؟
خــلــفــيــة
الكلمة المقابلة لكلمة “sign” في اللغة العربية هي آية (وجمعها آيات) والتي يمكن أن تعني في القرآن “miracle” أو “verse”، “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ” (القرآن الكريم، سورة ص الآية 29). هنا يمكن لكلمة آيات أن تشير إلى كل من الأعمال الإلهية/العلامات/المعجزات أو إلى كلمات القرآن (ويليام أ. غراهام، “الكتابات المقدسة والقرآن.” موسوعة القرآن. رئيس التحرير: جين دامين مكوليف. بريل [ليدن وبوسطن]، 2005. نسخة الاسطوانة المدمجة.)
وعلى العكس من موسى ويسوع، فليس من الواضح ما إذا كان محمدا قد تلقى أي معجزات لتأكيد كلماته. على سبيل المثال، قال يسوع: “أنا نور العالم” ثم شفى رجلا ولد أعمى (يوحنا 9)، وقال يسوع: “أنا هو القيامة والحياة” ثم أكد كلماته بإحياء الموتى (يوحنا 11). وعلى سبيل المقارنة، فإن محمدا لم يكن إلا “نذير مبين”، وكلمات محمد الشفهية هي العلامة الإعجازية لإثبات كلماته الشفهية، وهذا يمثل مشكلة لأن كلمات محمد (الآيات) تتعارض مع الكلمات (الآيات) التي سبق أن قالها يسوع وموسى والتي أكدوها بآيات إعجازية.
ويجادل المسلمون أحيانا قائلين أن محمد الرسول الأمي ذكر في التوراة والإنجيل، وأحد نصوص القرآن التي يستشهدون بها هي الآية 157 من سورة الأعراف: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
والمسلمون غير قادرين على إعطاء الفصل والآية التي ذكر فيها “النبي الأمي” للإشارة إلى محمد من التوراة والعهد الجديد، وهذا دليل آخر على كون القرآن ليس كلمة الله.
رسائل بريد إلكتروني من مسلمين:
-
الرسول محمد، تم التنبؤ به في كتاب التثنية: يتحدث الله جل جلاله إلى موسى في كتاب التثنية الفصل 18 الآية 18:
“لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ.”
-
أرسل جميع الرسل السابقين إلى مجتمع واحد لفترة معينة، أما خاتم رسله أجمعين فهو محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته عالمية (للعالم أجمع). لذا فمن الملزم للمجتمعات السابقة (بما فيهم المسيحيين) أن يؤمنوا بآخر رسول، وذلك لأن الله جل جلاله قد أخبرهم بقدومه في الكتابات المقدسة السابقة بواسطة رسله (بما في ذلك يسوع المسيح عليه السلام). يمكنك على سبيل المثال قراءة يوحنا 16: 7-15 وكذلك التثنية 18: 18-20.
ردي المسيحي:
يشير التثنية إلى إرسال الله لرسول مشابه لموسى، وهذا الشبه مشروح من حيث الألفة والقرب من الله: “وأضع كلامي في فمه”،
التثنية 18: 15-18
سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيّاً مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ،
فَقَدِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مَا طَلَبْتُمْ مِنْهُ فِي حُورِيبَ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ عِنْدَمَا قُلْتُمْ: لاَ نَعُودُ نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا، وَلاَ نَرَى النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلاَّ نَمُوتَ
فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: لَقَدْ أَصَابُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا.
لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ.
وقرب موسى والرسول المشابه له سوف يكون شخصيا: “وجها لوجه”،
التثنية 34: 10-12
وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ
وَأَقَامَهُ لِيُجْرِيَ جَمِيعَ الآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ فِى دِيَارِ مِصْرَ، عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ عَبِيدِهِ.
إِذْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ الْعَظَائِمَ الْمُخِيفَةَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ كَمَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ كُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وكما ترى من الفقرات السابقة، فإن الشبه بموسى لا يشير إلى الملك جبريل الذي يكشف كلمة الله إلى محمد مثل موسى، بل إلى الله نفسه. والنبوءات السابقة في التوراة تطابق ما علمه المسيح: “لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ مِنْ عِنْدِي، بَلْ أَقُولُ مَا أَوْصَانِي بِهِ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ: فَإِنَّ مَا أَقُولُهُ مِنْ كَلاَمٍ، أَقُولُهُ كَمَا قَالَهُ لِيَ الآبُ».” (يوحنا 12: 49-50؛ انظر كذلك يوحنا 7: 16، و8: 28 و38، و14: 10 و24).
والفقرات السابقة من التوراة تعلم كذلك أن الرسول سيكون مثل موسى ويأتي بالكثير من المعجزات، ويسوع أتى بمعجزات مثل موسى، بل أن معجزاته فاقت معجزات موسى (يسوع أعاد البصر إلى الأعمى، وأحيا الموتى، ومشى على الماء، إلخ). وأحد أقرب العلامات التي أتى بها يسوع إلي هي مغفرته لذنوب رجل آخر ثم إثبات أن له سلطة غفران الذنوب بشفائه. وفي رواية الإنجيل من مرقس (2: 1-12) يغفر يسوع الذنوب:
مرقس 2: 2-12
2 فَاجْتَمَعَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَكَانٌ لأَحَدٍ، وَلاَ أَمَامَ الْبَابِ. فَأَخَذَ يُلْقِي عَلَيْهِمْ كَلِمَةَ اللهِ.
3 وَجَاءَهُ بَعْضُهُمْ بِمَشْلُولٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ.
4 وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الزِّحَامِ. فَنَقَبُوا السَّقْفَ فَوْقَ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ فِيهِ حَتَّى كَشَفُوهُ، ثُمَّ دَلَّوْا الْفِرَاشَ الَّذِي كَانَ الْمَشْلُولُ رَاقِداً عَلَيْهِ.
5 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَشْلُولِ: «يَابُنَيَّ، قَدْ غُفِرَتْ لَكَ خَطَايَاكَ!»
6 وَكَانَ بَيْنَ الْجَالِسِينَ بَعْضُ الْكَتَبَةِ، فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ:
7 «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا الرَّجُلُ هَكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّفُ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟»8 وَفِي الْحَالِ أَدْرَكَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ مَا يُفَكِّرُونَ فِيهِ فِي قُلُوبِهِمْ، فَسَأَلَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا الأَمْرِ فِي قُلُوبِكُمْ؟
9 أَيُّ الأَمْرَيْنِ أَسْهَلُ أَنْ يُقَالَ لِلْمَشْلُولِ: قَدْ غُفِرَتْ لَكَ خَطَايَاكَ، أَوْ أَنْ يُقَالَ لَهُ: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ؟
10 وَلكِنِّي قُلْتُ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ ِلابْنِ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ سُلْطَةَ غُفْرَانِ الْخَطَايَا». ثُمَّ قَالَ لِلْمَشْلُولِ:
11 «لَكَ أَقُولُ: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ، وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!»
12 فَقَامَ فِي الْحَالِ، وَحَمَلَ فِرَاشَهُ، وَمَشَى أَمَامَ الْجَمِيعِ. فَذُهِلُوا جَمِيعاً وَعَظَّمُوا اللهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!»
وأعظم علامة من علامات المسيح هي قبره الخالي، أما قبر محمد فما يزال مشغولا.
ويقول الكتاب المقدس أن يسوع كان الرسول المشابه لموسى، فيقول يسوع: “فَلَوْ كُنْتُمْ صَدَّقْتُمْ مُوسَى، لَكُنْتُمْ صَدَّقْتُمُونِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي.” (يوحنا 5: 46) وفي مكان آخر مسجل الآتي: “ثُمَّ وَجَدَ فِيلِبُّسُ نَثَنَائِيلَ، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي الشَّرِيعَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهِمْ وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَةِ».” (يوحنا 1: 45).
وقد أطعم يسوع 5000 رجلا (بدون احتساب النساء والأطفال) بخمسة أرغفة وسمكتين (يوحنا 6: 1-14)، وبعد أن أكل الناس ورضوا تم جمع البواقي التي بلغت 12 سلة من كسرات الخبز، ولما رأى الناس العلامة التي صنعها يسوع قالوا: “حَقّاً، هَذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ.” وقال الناس هذا التصريح عن كون يسوع “النبي” لأنه قبل ما يقرب من 1500 عاما سابقة قال موسى أن نبي آخر سيظهر مثله ويأتي بمعجزات مشابهة (التثنية 18: 15-18؛ 34: 10-12). ويسوع أتى بمعجزات مثل موسى، بل أنه في الحقيقة فاقت معجزات يسوع تلك التي قام بها موسى. أما محمد فلم يكن عنده مثل هذه المعجزات والعلامات. قارن بين كلمات محمد وكلمات موسى:
التثنية 18: 15
15 سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيّاً مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ،
التثنية 34: 10-12
10 وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ
11 وَأَقَامَهُ لِيُجْرِيَ جَمِيعَ الآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ فِى دِيَارِ مِصْرَ، عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ عَبِيدِهِ.
12 إِذْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ الْعَظَائِمَ الْمُخِيفَةَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ كَمَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ كُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
سورة العنكبوت الآية 50
وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ.
a
وقد ادعى محمد كونه “نذير مبين”، وبناء على شهادة محمد نفسه فهو ليس الرسول الذي تحدث موسى عنه، فهو لم يكن مثل موسى ويسوع اللذان أنذرا بعلامات وأعاجيب.
ويؤمن البعض أن القرآن كان علامة محمد الكبرى، وإذا كان الأمر كذلك فهي مشكلة لأن القرآن يناقض ما قاله الرسل السابقين ويناقض ما فعله الله في التاريخ عبر يسوع في موته وبعثه.
تحياتي،
آرون