هل يمكن لله أن يموت؟
ونحن كمسيحيين نحتاج أن نكون واضحين في قولنا أن يسوع إله ورجل حقا، فالتجسد يشمل الإضافة وليس الحذف (ببقائه على ما كان عليه، أصبح ما لم يكن). ونحتاج كذلك أن نكون واضحين في قول أن الله لا يمكن أن يموت، وهذا يجرنا إلى السؤال التالي التي صارعه علماء اللاهوت على مدار قرون:
- يسوع إله ورجل حقا.
- مات يسوع على الصليب.
- لذا، هل مات الله على الصليب؟ هل يمكن لله أن يموت؟
وقد كتبت العديد من الإجابات والشروح على مدار قرون، لكن مقولة جون كالفين الكلاسيكية هي أحد أصح هذه الإجابات وأكثرها اقتضابا،
باختصار، وحيث أنه لا يستطيع كإله فقط أن يحس بالموت، ولا كبشر فقط يستطيع أن يقاومه، فقد جمع بين الطبيعة البشرية والإلهية بحيث أنه لتعويض الذنوب يمكنه تقديم ضعف أحد طبيعتيه للموت، وأنه بصراعه مع الموت بقوة الطبيعة الأخرى يمكنه أن ينال النصر لنا. (معاهد الدين المسيحي، 2،7،3).
رسائل بريد إلكتروني من مسلمين:
مجرد سؤال: هل يمكن لله أن يموت؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن موت يسوع على الصليب مقبول، أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنه لم يكن إلها. ماذا تقول في ذلك؟
دعنا نفكر، هل يمكن لله أن يموت؟
في الإسلام الإله هو أكثر معاني الكلمة جوهرية وبساطة وبدائية، فليس له أبناء ولا أبوين ولا مثيل له…
لا يمكن أن يموت لأنه يتحكم في موت وميلاد الآخرين.
يسوع أحد رسل الله، ونؤمن في الإسلام أنه عيسى عليه السلام.
إذا كنت تعتبر أن يسوع ابن الله وتعطيه رتبة الإلوهية فكيف يمكن للبشر قتل الله؟ هل يمكن قتل إله؟ إذن أي إله هو؟ أي إله هذا الذي يموت على صليب؟
ردي المسيحي:
تحياتي،
شكرا على رسالتك.
يؤمن المسيحيون أن يسوع إله كامل وبشر كامل، ودائما ما كان يسوع إلها عندما حملت به مريم العذراء في رحمها، وقد أتخذ لنفسه الشكل البشري، ومع بقائه على ما كان عليه (إله) أصبح ما لم يكن (بشري). وقد ماتت الطبيعة البشرية ليسوع على الصليب، ولم تمت طبيعته الإلهية.
ولكي نحصل نحن على الحياة الأبدية كان على يسوع أن يأخذ على عاتقه الطبيعة البشرية لسببين.
أولا، أصبح يسوع بشرا (ميلاد عذري) ليأخذ على عاتقه متطلبات الشريعة، فالشريعة وعدت بالحياة للطاعة الخالصة، وقد حافظ يسوع على الشريعة بإخلاص وهو ما يمثل أخبارا طيبة لأنك أنت وأنا لم نحافظ على شريعة الله بإخلاص واستمرارية في كل أفكارنا وكلماتنا وأفعالنا. ومن يؤمنون بيسوع سيكافئون بطاعة المسيح وبنعمة الحياة، فقد قال يسوع،
“الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ، وَلاَ يُحَاكَمُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّهُ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.” (يوحنا 5: 24)
والشريعة لم تتطلب فقط الطاعة المخلصة للحياة، بل تطلبت كذلك الموت للطاعة. ولم يكن الموت الجسدي مجرد عقوبة على الخطيئة، بل الهجران الإلهي والغضب الإلهي. يسوع لم يخطئ أبدا، لكنه حمل على عاتقه العقاب والغضب والموت لخطايا من يؤمنون به. وكان هذا أحد أغراض التضحيات والأيام المقدسة العديدة في العهد القديم، فقد أشاروا إلى يسوع على أنه “حَمَل الله الذي يحمل خطيئة العالم.” ولا يمكن لمجرد بشري أن يقف أمام كمال الغضب الإلهي على الخطيئة، لكن يسوع لم يكن مجرد بشري، بل هو حقا إله وقد تغلب على كمال الغضب الإلهي على الخطيئة بطبيعته الإلهية.
وعلى أساس طاعة يسوع المسيح المخلصة للشريعة وأخذه على عاتقه عقوبة القانون يمكن للمرء أن يثق في خلاصه، فمن خلال الإيمان بيسوع يجد المرء السلام مع الله، وهو ما تحدث عنه يسوع إلى حوارييه بعد أن قام مجددا من الأموات،
يوحنا 20: 19-23
19 وَلَمَّا حَلَّ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الأَوَّلُ مِنَ الأُسْبُوعِ، كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ فِي بَيْتٍ أَغْلَقُوا أَبْوَابَهُ خَوْفاً مِنَ الْيَهُودِ، وَإِذَا يَسُوعُ يَحْضُرُ وَسْطَهُمْ قَائِلاً: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
20 وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ أَبْصَرُوا الرَّبَّ.
21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «سَلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي، أُرْسِلُكُمْ أَنَا».
22 قَالَ هَذَا وَنَفَخَ فِيهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.
23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُمْ غُفِرَتْ لَهُمْ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُمْ، أُمْسِكَتْ!»
أدعو الله أن تجدوا هذا السلام عبر الإيمان بيسوع المسيح.
وأقترح عليكم أن تقرءوا التكوين 15، والتكوين 22، وإنجيل متى، وإنجيل يوحنا.
تحياتي،
آرون